فلسفة موقف..
تناقض (نتـِـن)..
أكد ّ أنه لايجوز لها أن تذهب وحيدة إلى السوق، ويجب أن يرافقها كأخ ٍ حام ٍ لها. رافقها إلى محل واحد ومن ثم إلى اثنين وثلاثه.. وبعدُ أخبرها أنها تستطيع أن تكمل تسوقها لوحدها لأنه سيحاول البحث عن شي يريده في بعض المحلات المجاورة.. وافـقت وذهبت وحيده. بعد وقت حاول العثور عليها في أحد المحلات اللتي اتفقا أن يلتقيا بها.. وعندما دخل وجد من يتحرش بأخته.. استشاط غضبا وهم أن يقـتله.. ولم يتذكر أنه حين ترك أخته وحيده.. تركها لـيفعل مافــُـعل بأخته.. نسي َ كما تدين تدان .. والجزاء من جنس العمل.
إنحدار :
البسها خاتم الخطوبة الذهبي المرصع بفصوص الألماس... وتعاهدا على الأخلاص والوفاء لبعضهما البعض... وأن يكون ذلك مضمونا ً طول العمر .. كما هو خاتم الخطوبة الثمين.
مرت الأيام بكثير ٍ من الفرح والمرح .. مع كثير ٍ من التقصير في حق الله.
وذات يوم سقط فصُ ألماس ٍ واحد من خاتم الخطوبة .. اكتشفته حينما ارتدته ذاهبة ً إلى حفلة زواج أقارب.. فوعدت بأن تذهب به لوكيله ليتم اصلاحه.. فله ضمانة ٌ طول العمر.. ونسيت ذلك.
بعد مدة من الزمن.. ومع استمرار التقصير.. حادثها بالهاتف.. أخبرها أن تكون على أتم الاستعداد فهو يحضـّـر لها مفاجاة عشاء خارجي فاخر.. استبشرت واستهلت لذلك .. واستعدت استعدادا تام. في ذالك المطعم الفاخر وعلى تلك الطاولة أمسك بأناملها يريد أن يقبلها.. فاكتشف أن فصـّــين الماسيــين قد سقطا من الخاتم.. ووعد بأن يصلحه عند وكيله .. بحسب ضمانة طول العمر .. ونسي.
في يوم آخر أخبرها أنه ينوي الذهاب إلى الحج معها.. فأردفت قائله: العمر مديد.. دعنا نستمتع بوقتنا الآن.. ونسافر إلى أوربا وفي السنة القادمه نذهب للحج... ابتسم لها مرحبا بفكرتها.
في الطائرة وحينما كانت تضع يدها قريبا ً منه .. اكتشفت أن فصا ًَ الماسيا ثالثا ً قد سقط.. أحزنها ذلك ولكن تذكرت انه مضمون ٌ طول العمر.. وستذهب به لإصلاحه ريثما تعود.. ونسيت.
بعدما يقارب الــ خمس سنوات.. وفي حضانة ثلاثة من الأولاد.. أخبرها أنه لم يعد يطيق العيش معها فهي تهمله ولم تعد تهتم به كما في السابق.. أخبرته أن للأولاد واقـتسامهم الرعاية دورٌ في ذلك.. استشاط غضبا ً وخرج من البيت.. انزوت قريبا ً من مرايتها تبكي .. ورأت فيها أن صورة خاتمها انعكس على كثرة دموعها وأن فصّــا ً رابعا ً من الخاتم قد سقط.. فزاد حزنها.. ونسيت اصلاحه كما نسيت من قبل.
زاد البعد عن الله .. وزاد التقصير .. وزادت الخلافات. فجائت مثقلة الرأس ليلة ً فرمت بجسدها المتعب على السرير وتمنت أن تنام الدهر كله... فرأت في المنام أن خاتمها قد سقطت فصوصه الالماسية كلها...
جلست من نومها فزعه.. والتفتت إلى النافذة فإذا بالنهار قد انتصف.. والتفتت إلى دولاب مجوهراتها تتأكد من خاتمها والماساته.. فاقتربت تبحث عنه.. ووجدت ورقة .. فلم تعرها أي اهتمام .. وحين وجدت خاتمها .. وجدته كما في الحــُــلم.. خاوي الفصوص الألماسية بالفعل.. وذهلت!! .. تذكرت الورقة .. بحثت عنها .. فتحتها بقلق.. قرأتها وذعرت.. فأغمي عليها في الحال.
تلك الورقة، كانت ورقة طلاقها.. دليل الأخلاص والوفاء طول العمر .. في ظل ٍ غيرَ ظلّ الله.
انكسار
ضاق بها ذرعا ً .. واستسلم لاقتراح زوجته بأن يذهب بها إلى مكان ٍ يكفل لها الراعية التامة وفي نفسها حديث ساخط يتمتم (لقد ذقت بها ذرعا)!!. فأخذ بها كسيرة القلب راضية بقراره حبا ً فيه. فألقى بها هناك في مأوى العجزة وولى هاربا ً بجرمه.. وخلفه دعوات ٌ حانيه بالتوفيق والهداية والصلاح رغم كل شي..رغم كل شي!!
زارها.. مره .. وتــثاقل بزيارتها مائة مره.. إلى أن نسيها كما نسي أنها حملته 9 أشهر في رحمها.. 9 أشهر ٍ بمزيد ٍ من آلام الحمل وصرخات المخاض به.
تعطل له الحال.. وساءت به الظروف.. فابتــُـلي بمرض ٍ عضال يحتاج له عضوا ً بديلا في الحال.. ولم يكن له ذلك.. وبعد جهد ٍ جهيد جاءه الفرج أخيرا ًبتبرع أحدهم له.. وعلى الفور أ ُجريت العملية واستبدل هذا العضو بذاك.. فتحسن حاله .. وفي ضعف وهوان تذكر أمه .. تذكر دعواتها له.. وساعده احساسه العائد من متاهة التبلد والضيق أن يقـتنع بأنه دعاء أمه الذي فرج عنه.. وفجأه .. سمع صرخات كثيره في رواق المستشفى.. ورأى اسراع ٍ كثير من الأطباء والممرضات متوجهين إلى غرفة مجاوره.. فزع لذلك جدا وكان حائرا بفزعه؟؟ .. فجأءه خبر ٌ أن المتبرع له بالعضو ساءت حالته فـفارق الحياة.. وسأل : من يكون ؟ فجاءه الرد : انها أمك!!! .. فذهل ..صـُـدم.. صـُـعـِـق.. خرّ منكسرا ً ذليلا.. كما كــُــسر قلب أمه من قبل.
قال تعالى: (وبالوالدين إحسانا * إما يبلغن ّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أ ُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا ً كريما** واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).. الآية
إنفلات
عودوها على حرية الرأي والإختيار.. حتى طال أسلوب حياتها... منفردة ٌ بكل خصوصياتها لا يطالها أحد حتى أمها.. تقتني ما تريده.. تلبس ما يحلو لها ولو كان من الحياء خاليا.. تخرج مع من تريد من زميلاتها.. وفي أي زمان ٍ ومكان.. نظريتهم أن هذا جزءٌ من الحرية وإبعادا ُ للكبت.. بلا رقيب ولا حسيب..
هي جميلة، ذكية ذات شخصية قويه.. تكفل لها أن لا يدور الشك حولها أبدا.. فتعرفت على أحداهن.. تعمقت في علاقتها معها.. شاركتها همومها وأحزانها.. وحتى أسلوب حياتها.. فانجرفت إلى ما انجرفت إليه زمليتها..
تعرفت على أحدهم و وثقت به ثقة ً عمياء.. أحبته.. وكان لخبرته الواسعة في سوق النساء والكلام المعسول دور في ذلك..
انجرفت معه إلى أبعد الحدود.. حتى سلمته نفسها.. فحـُـلم الإرتباط أعماها عن حقائق كثيره.. منها أن لا رجل َ عربي أصيل يقبل الإرتباط بمن أرخصت نفسها حتى ولو كان في سبيل الحب.
تأخرت ذات ليلة... رن جرس الهاتف.. ففزع له قلب الأم لأول مرة!!! أجابت.. وما أن استمر الحديث لأقل من دقيقة حتى سقطت مغشيا ً عليها.. وعندما علم الأب .. دُهش.. صُــعق.. ولم يعلم أ ينقذ زوجته اللتي شــُــلت أم ينقذ نفسه من عار ٍ وفضيحةٍ ستطاله طول العمر.. جراء ارخاء الحبل على القارب.. بالنظرية المغلوطة لــ الحرية.
لقد أ ُوقفت ابنته مع زير النساء في أفضع حال.. في حال من العــُـري التام.. ولا غرابة فقد عرّيت من قبل بأسم الحرية.
إنعــــــــدام
دأب من حين أن أشتد له قوامٌ أن يجمع المال ويدخره للمستقبل ولليوم الأسود..حتى تحول ذلك إلى مرض ٍ عـُـضال.
كبـُـرَ وكبر معه ماله، وكبـُــرت معه عائلته من صبيان ٍ وبنات.. مال وفير وخيرٌ كثير... ولكنه لم يرى النور في عالم هذه الأسرة.. فأبٌ أبتلي َ بجمع المال الكثير وحرمانه إياه في نفس الوقت.. كفيل ٌ بأن يجعل تلك الأسرة تشتكي دائما ً ضيم الحال وتعاسة الحظ.. ويال العجب! لم ولمن يـُجمعُ هذا المال؟ إن لم يــُــرى أثره ولو بالقليل على صاحبه وأسرته!!
شابْ الأب (المحروم) وشابت معه أمواله المكدسة، طالبته أسرته بأن يغدغ عليها من نعيمها ولو مره، ولكنه تظاهر بالــفقر وقلة الحيلة.. اسطوانة تتكرر.. وعهد مملٌ به مستمر.
ساءت به أحواله الصحية فجأه.. ولم يستطع تخطيطا ً أن يبلغ شيئا من ماله ليسعفه، باغته الموت فإذا هو في قبر ٍ ضيق ٍ لم تستطع أموالة كلها أن تزيده ميلميترا ًً واحدا سعة ً عليه وفضلا.
وفي أقل من الشهرين، كانت صدمة الأبناء بالمال الموروث أكبر بكثير من صدمة موت والدهم.. فإذا بهم كالمجنون فرِحا... وكالمفترس شرسا.. فبعد حرمان السنين هاهو المال الكثير ينزل عليهم كوابل المطر.. ما جعلهم كالسكارى متخبطين في خططهم لمستقبلهم وآرائهم.
فــتلك إبنة آثرت الرحيل إلى خارج البلاد حيث الحرية والرفاهية.. فضاعت هناك كما ضاعت منها هويتها.
وإبنة آخرى قررت شراء منزل ٍ فاخر بكل خدمه ِ وحشمه، وتزوجت بمن ظنت أنه سيكون تحت سيطرتها بقوة كثير مالها.. ذالك الذي فاقها ذكاء.. وسلبها كل شي بعد أن أوسمها بــ المطلقة.. وتركتها كأي عمود ساكن في ذاك المنزل بلا حراك.. بلا حراك.
وإبن ٌ تحول من محبوبٍ بين الناس إلى فاسد ٍعربيد.. يسكن الفنادق الكبرى.. ويهيم في ليل السكارى والخمارين.. وينفق من المال ما يظن أنه سيـُــعلي شأنه بين حثالات البشر... ويعوضه عن زمن الفقر والحرمان.
مال ٌ أنعدم عنهم في أول المطاف.... وأعطوه في آخره لا ليعيشوا به ... بل لــ يعدموا.
( وأما بنعمة ربك فحدث )، الآية
( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)، الحديث
تناقض (نتـِـن)..
أكد ّ أنه لايجوز لها أن تذهب وحيدة إلى السوق، ويجب أن يرافقها كأخ ٍ حام ٍ لها. رافقها إلى محل واحد ومن ثم إلى اثنين وثلاثه.. وبعدُ أخبرها أنها تستطيع أن تكمل تسوقها لوحدها لأنه سيحاول البحث عن شي يريده في بعض المحلات المجاورة.. وافـقت وذهبت وحيده. بعد وقت حاول العثور عليها في أحد المحلات اللتي اتفقا أن يلتقيا بها.. وعندما دخل وجد من يتحرش بأخته.. استشاط غضبا وهم أن يقـتله.. ولم يتذكر أنه حين ترك أخته وحيده.. تركها لـيفعل مافــُـعل بأخته.. نسي َ كما تدين تدان .. والجزاء من جنس العمل.
إنحدار :
البسها خاتم الخطوبة الذهبي المرصع بفصوص الألماس... وتعاهدا على الأخلاص والوفاء لبعضهما البعض... وأن يكون ذلك مضمونا ً طول العمر .. كما هو خاتم الخطوبة الثمين.
مرت الأيام بكثير ٍ من الفرح والمرح .. مع كثير ٍ من التقصير في حق الله.
وذات يوم سقط فصُ ألماس ٍ واحد من خاتم الخطوبة .. اكتشفته حينما ارتدته ذاهبة ً إلى حفلة زواج أقارب.. فوعدت بأن تذهب به لوكيله ليتم اصلاحه.. فله ضمانة ٌ طول العمر.. ونسيت ذلك.
بعد مدة من الزمن.. ومع استمرار التقصير.. حادثها بالهاتف.. أخبرها أن تكون على أتم الاستعداد فهو يحضـّـر لها مفاجاة عشاء خارجي فاخر.. استبشرت واستهلت لذلك .. واستعدت استعدادا تام. في ذالك المطعم الفاخر وعلى تلك الطاولة أمسك بأناملها يريد أن يقبلها.. فاكتشف أن فصـّــين الماسيــين قد سقطا من الخاتم.. ووعد بأن يصلحه عند وكيله .. بحسب ضمانة طول العمر .. ونسي.
في يوم آخر أخبرها أنه ينوي الذهاب إلى الحج معها.. فأردفت قائله: العمر مديد.. دعنا نستمتع بوقتنا الآن.. ونسافر إلى أوربا وفي السنة القادمه نذهب للحج... ابتسم لها مرحبا بفكرتها.
في الطائرة وحينما كانت تضع يدها قريبا ً منه .. اكتشفت أن فصا ًَ الماسيا ثالثا ً قد سقط.. أحزنها ذلك ولكن تذكرت انه مضمون ٌ طول العمر.. وستذهب به لإصلاحه ريثما تعود.. ونسيت.
بعدما يقارب الــ خمس سنوات.. وفي حضانة ثلاثة من الأولاد.. أخبرها أنه لم يعد يطيق العيش معها فهي تهمله ولم تعد تهتم به كما في السابق.. أخبرته أن للأولاد واقـتسامهم الرعاية دورٌ في ذلك.. استشاط غضبا ً وخرج من البيت.. انزوت قريبا ً من مرايتها تبكي .. ورأت فيها أن صورة خاتمها انعكس على كثرة دموعها وأن فصّــا ً رابعا ً من الخاتم قد سقط.. فزاد حزنها.. ونسيت اصلاحه كما نسيت من قبل.
زاد البعد عن الله .. وزاد التقصير .. وزادت الخلافات. فجائت مثقلة الرأس ليلة ً فرمت بجسدها المتعب على السرير وتمنت أن تنام الدهر كله... فرأت في المنام أن خاتمها قد سقطت فصوصه الالماسية كلها...
جلست من نومها فزعه.. والتفتت إلى النافذة فإذا بالنهار قد انتصف.. والتفتت إلى دولاب مجوهراتها تتأكد من خاتمها والماساته.. فاقتربت تبحث عنه.. ووجدت ورقة .. فلم تعرها أي اهتمام .. وحين وجدت خاتمها .. وجدته كما في الحــُــلم.. خاوي الفصوص الألماسية بالفعل.. وذهلت!! .. تذكرت الورقة .. بحثت عنها .. فتحتها بقلق.. قرأتها وذعرت.. فأغمي عليها في الحال.
تلك الورقة، كانت ورقة طلاقها.. دليل الأخلاص والوفاء طول العمر .. في ظل ٍ غيرَ ظلّ الله.
انكسار
ضاق بها ذرعا ً .. واستسلم لاقتراح زوجته بأن يذهب بها إلى مكان ٍ يكفل لها الراعية التامة وفي نفسها حديث ساخط يتمتم (لقد ذقت بها ذرعا)!!. فأخذ بها كسيرة القلب راضية بقراره حبا ً فيه. فألقى بها هناك في مأوى العجزة وولى هاربا ً بجرمه.. وخلفه دعوات ٌ حانيه بالتوفيق والهداية والصلاح رغم كل شي..رغم كل شي!!
زارها.. مره .. وتــثاقل بزيارتها مائة مره.. إلى أن نسيها كما نسي أنها حملته 9 أشهر في رحمها.. 9 أشهر ٍ بمزيد ٍ من آلام الحمل وصرخات المخاض به.
تعطل له الحال.. وساءت به الظروف.. فابتــُـلي بمرض ٍ عضال يحتاج له عضوا ً بديلا في الحال.. ولم يكن له ذلك.. وبعد جهد ٍ جهيد جاءه الفرج أخيرا ًبتبرع أحدهم له.. وعلى الفور أ ُجريت العملية واستبدل هذا العضو بذاك.. فتحسن حاله .. وفي ضعف وهوان تذكر أمه .. تذكر دعواتها له.. وساعده احساسه العائد من متاهة التبلد والضيق أن يقـتنع بأنه دعاء أمه الذي فرج عنه.. وفجأه .. سمع صرخات كثيره في رواق المستشفى.. ورأى اسراع ٍ كثير من الأطباء والممرضات متوجهين إلى غرفة مجاوره.. فزع لذلك جدا وكان حائرا بفزعه؟؟ .. فجأءه خبر ٌ أن المتبرع له بالعضو ساءت حالته فـفارق الحياة.. وسأل : من يكون ؟ فجاءه الرد : انها أمك!!! .. فذهل ..صـُـدم.. صـُـعـِـق.. خرّ منكسرا ً ذليلا.. كما كــُــسر قلب أمه من قبل.
قال تعالى: (وبالوالدين إحسانا * إما يبلغن ّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أ ُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا ً كريما** واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).. الآية
إنفلات
عودوها على حرية الرأي والإختيار.. حتى طال أسلوب حياتها... منفردة ٌ بكل خصوصياتها لا يطالها أحد حتى أمها.. تقتني ما تريده.. تلبس ما يحلو لها ولو كان من الحياء خاليا.. تخرج مع من تريد من زميلاتها.. وفي أي زمان ٍ ومكان.. نظريتهم أن هذا جزءٌ من الحرية وإبعادا ُ للكبت.. بلا رقيب ولا حسيب..
هي جميلة، ذكية ذات شخصية قويه.. تكفل لها أن لا يدور الشك حولها أبدا.. فتعرفت على أحداهن.. تعمقت في علاقتها معها.. شاركتها همومها وأحزانها.. وحتى أسلوب حياتها.. فانجرفت إلى ما انجرفت إليه زمليتها..
تعرفت على أحدهم و وثقت به ثقة ً عمياء.. أحبته.. وكان لخبرته الواسعة في سوق النساء والكلام المعسول دور في ذلك..
انجرفت معه إلى أبعد الحدود.. حتى سلمته نفسها.. فحـُـلم الإرتباط أعماها عن حقائق كثيره.. منها أن لا رجل َ عربي أصيل يقبل الإرتباط بمن أرخصت نفسها حتى ولو كان في سبيل الحب.
تأخرت ذات ليلة... رن جرس الهاتف.. ففزع له قلب الأم لأول مرة!!! أجابت.. وما أن استمر الحديث لأقل من دقيقة حتى سقطت مغشيا ً عليها.. وعندما علم الأب .. دُهش.. صُــعق.. ولم يعلم أ ينقذ زوجته اللتي شــُــلت أم ينقذ نفسه من عار ٍ وفضيحةٍ ستطاله طول العمر.. جراء ارخاء الحبل على القارب.. بالنظرية المغلوطة لــ الحرية.
لقد أ ُوقفت ابنته مع زير النساء في أفضع حال.. في حال من العــُـري التام.. ولا غرابة فقد عرّيت من قبل بأسم الحرية.
إنعــــــــدام
دأب من حين أن أشتد له قوامٌ أن يجمع المال ويدخره للمستقبل ولليوم الأسود..حتى تحول ذلك إلى مرض ٍ عـُـضال.
كبـُـرَ وكبر معه ماله، وكبـُــرت معه عائلته من صبيان ٍ وبنات.. مال وفير وخيرٌ كثير... ولكنه لم يرى النور في عالم هذه الأسرة.. فأبٌ أبتلي َ بجمع المال الكثير وحرمانه إياه في نفس الوقت.. كفيل ٌ بأن يجعل تلك الأسرة تشتكي دائما ً ضيم الحال وتعاسة الحظ.. ويال العجب! لم ولمن يـُجمعُ هذا المال؟ إن لم يــُــرى أثره ولو بالقليل على صاحبه وأسرته!!
شابْ الأب (المحروم) وشابت معه أمواله المكدسة، طالبته أسرته بأن يغدغ عليها من نعيمها ولو مره، ولكنه تظاهر بالــفقر وقلة الحيلة.. اسطوانة تتكرر.. وعهد مملٌ به مستمر.
ساءت به أحواله الصحية فجأه.. ولم يستطع تخطيطا ً أن يبلغ شيئا من ماله ليسعفه، باغته الموت فإذا هو في قبر ٍ ضيق ٍ لم تستطع أموالة كلها أن تزيده ميلميترا ًً واحدا سعة ً عليه وفضلا.
وفي أقل من الشهرين، كانت صدمة الأبناء بالمال الموروث أكبر بكثير من صدمة موت والدهم.. فإذا بهم كالمجنون فرِحا... وكالمفترس شرسا.. فبعد حرمان السنين هاهو المال الكثير ينزل عليهم كوابل المطر.. ما جعلهم كالسكارى متخبطين في خططهم لمستقبلهم وآرائهم.
فــتلك إبنة آثرت الرحيل إلى خارج البلاد حيث الحرية والرفاهية.. فضاعت هناك كما ضاعت منها هويتها.
وإبنة آخرى قررت شراء منزل ٍ فاخر بكل خدمه ِ وحشمه، وتزوجت بمن ظنت أنه سيكون تحت سيطرتها بقوة كثير مالها.. ذالك الذي فاقها ذكاء.. وسلبها كل شي بعد أن أوسمها بــ المطلقة.. وتركتها كأي عمود ساكن في ذاك المنزل بلا حراك.. بلا حراك.
وإبن ٌ تحول من محبوبٍ بين الناس إلى فاسد ٍعربيد.. يسكن الفنادق الكبرى.. ويهيم في ليل السكارى والخمارين.. وينفق من المال ما يظن أنه سيـُــعلي شأنه بين حثالات البشر... ويعوضه عن زمن الفقر والحرمان.
مال ٌ أنعدم عنهم في أول المطاف.... وأعطوه في آخره لا ليعيشوا به ... بل لــ يعدموا.
( وأما بنعمة ربك فحدث )، الآية
( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)، الحديث
0 التعليقات:
إرسال تعليق