العلامة الشيخ بن جبرين و مايكل جاكسون (بين هذا وذاك)

ومانيل المطالب بالتمني.. ولكن تأخذ الدنيا غلابا
استوقفتي هذه المقولة عند رؤيتي فضولا وليس اهتماما.. مراسيم تشييع جنازة نجم البوب الراحل مايكل جاكسون، فتواردت على خاطري عشرات الأسئلة وكان منها: جاهد وكافح وصارع الكثير من الهموم والأوجاع والمصائب ولكن ما الذي حققه بعد ذلك وإلى ماذا وصل ومالذي سينتقل معه مع عمل إلى الدار الآخرة؟؟ وعزائي بأن ذلك لن يشفع له في الآخرة وكل أعماله ستكون موقوفة عند قولة تعالى: (أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ).. واهم تلك التساؤلات كان: هل كان لخبر اسلامه قبل وفاته شيء ٌ من الحقيقة أم لا !!؟ وصدقا لم أجد اجابة على ذلك كباقي المتسائلين من ملايين الناس حول العالم فلم يتأكد خبر ذلك لا على لسان المتوفى نفسه ولا على لسان اقرب الاقربين له.وسبحان الله.. على قدر نياتكم ترزقون.. بعد أيام قلائل معدودة على الأصابع، توفي العلامة الإمام الشيخ بن جبرين رحمه الله رحمة ً واسعة ً من عنده.. وكان لخبر وفاته وقع حزين على قلائل من الناس مقارنة بخبر وفاة المذكور سابقا. وكان لتشيع جنازته أمرٌ اشبه بأي إنسان ٍ عادي ٍ حضر جنازته الكثير من الناس. عند ذلك وفقط في تلك اللحظات تسائلت: جاهد وكافح ولكن مالذي حققه ووصل إليه؟؟ .. فتأملت الموقف .. فترادف الحدثين (وفاة العلامة الشيخ وقبله نجم البوب) يدعوك إلى ذلك .. وفي تأملي العميق وجدت الاجابة على كل ذلك السؤال المهم عند كثير من العامة: هل اسلم نجم البوب (مايكل) أم لا؟إن للسيرة العطرة للشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله، دليل واضح على أنه كان مسلماً موحداً لله مخلص ٌ للناس باخلاصه لله في علمه وعمله، فلم يكتم علما وما فتأ يحدّث ويتحدث عن الاسلام والدين حتى آخر رمق ٍ في حياته. وماحققه في دنياه واضحٌ أنه لاخرته وهو كفيل بإذن الله ورحمته بأن يشفع له عند الله وأن يرتقي به إلى مراتب عليا في الجنة. لقد كان لرحيله من الدنيا كباقي العلماء والصحابة من قبل والأنبياء . .رحيلٌ مبسط أشبه بالانتقال السريع إلى عالم آخر من غير هرج ولا مرج استعدادا للقاء اخر مرتقب. مراسم تشييع الأولياء والصالحين أثبتت انها متساويه لا هرج فيها ولا مرج وتتمحور في سرعة وبساطة الرحيل من دنيا فانيه لا تساوي عند الله جناج بعوضه، وهي مصداقٌ لما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق الجنازة الصالحه اذا كان صاحبها من أهل الجنة يقول ( عجلو بي عجلو بي ) .. وعلى النقيض كان لجنازة نجم البوب (مايكل جاكسون) هرج ومرج.. وغناء وصخب.. وحضور لأشهر المغنين والممثلين (الفاسدين منهم والمفسدين) ماكان حضورهم لجنازته إلا ليزيده ألما وحسرة وعذابا مع تعالى اصواتهم بالغناء أو ان صح التعبير (العواء). فلو انه كتب له الاسلام بحق لتغير مجرى حياته بالكامل حيا ً أو ميتا، وتغيرت معه وفاته ومراسم تشييعه إلى مراسم تشييع لمسلم بحق بعيدا عن هؤلاء الزمرة من الفاسدين والمفسدين في الأرض، ولكان له شرف حضور أشرف من في الأرض من الأولياء والصالحين من عباد الله. كان لانتقالته إلى العالم الآخر احتفاء في الدنيا وكأنه زف إلى النعيم، نعم انه النعيم في نظر البعض ولكني احسبه والله أعلم نعيم الدنيا فقط لا غير ، قال تعالى: (ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )الايةوقال تعالى: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه) الايةانه زهرة الحياة الدنيا فقط.. وفي الاخرة الموعد والحساب، فإما جنة ونعيم مقيم او نار وعذاب اليم.اؤلئك المتحدثون عن فضائل نجم البوب من دعم خيري ومساعدات وغيرها، أقول : قال تعالى : (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) الايه. من ذلك فقط انطلق بنظريتي وتحليلي للأمور ليس إلا. وانا بذلك لا أحكم اقرر مصيره واقدر المقادير واحكم على اخرته بالنار.. فربنا واسع الرحمة غفور رحيم.. ولكني اربط بين واقع الأمور ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: انتم شهداء الله في أرضه، قالها عندما علق ثلة من الناس على جنازة بالصلاح وأخرى بغيره عندما مرت من بينهم. وأنا من هؤلاء الناس الذين شاهد جنازة ابن جبرين وقلت: رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا واياك في مستقر رحمته في جنات النعيم. وشاهدت ايضا ً فضولا لا اهتماما، جنازة نجم البوب (مايكل جاكسون) وقلت: إن ربي غفورٌ رحيم.وقفه:كل واحد ٍ منا بحسب عمله تتـشكل نهايته، فليختار ويحدد كل واحد ٍ منـّــا إي ُ النهايات أراد، نهاية إلى دار الخلد كانت أم نهاية إلى دار الألم والحسرة ولا سبيل من ذلك الا ان يتغمدك الله برحمته . وتأمل قول تعالى :( إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١) ) الاية- الصافات.احسن الله لنا ولكم الخاتمه.. وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته. امين.
Hasanews.com
25-07-2009
width='450'/>

0 التعليقات: