يا .. كدش







نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب ٌ سوانازمننا الحالي.. أشدُ غرابة ً وأجدرُ بــ (فقع) المرارة من ذي قبل.. فلكي تتأكد من ذلك يكفي أن تخرج ممتطيا ً جواد رجليك.. وتمشي في أحد المجمعات متأملا ً حال بعض الناس من حولك. أؤكد لك يقينا ً إن كنت من ذوي العقول المتأملة المتبصرة.. أنك ستعجب، ولشدة عجبك ستغضب ، ولشدة غضبك سيحمــرّ وجهك ويصبح كالجمر.. حتى أن الناظر سيظن بأنك هام ٌ بتفجير نفسك لا محالة.لقد كــُــتب لي – من سوء الحظ - أن أذهب مرغماً للحاجة لأحد المجمعات التجارية في أحد المدن القريبة.. وكثيرا ً تثــقل بي الخطا عند الذهاب لعدم رغبتي في الدخول إلى تلك الأماكن التي تصيبني بشيء من الغثيان والصداع الدوري..ما أن هممت بالدخول إلى ذلك المجمع حتى تفاجأت بقطيع ٍ ليس بالقليل من الخــِــراف (الخرفان).. سابقوني بالدخول إلى ذلك المجمع.. ولم تصدق عيناي ما رأته.. فما بال خراف ٍ سائبة تهم بدخول المجمع.. لما وكيف..! ولولا نعمة البصر الموصوف 6 على 6 .. ذلك الذي أمكنني بالفعل من التأمل والتحقق من غرابة ذلك الموقف.. وما أن اكتشفت حقيقته امتــزجت مشاعري بين بركان ٍ من الضحك.. وزلزال غضب وأسى وحسرة.قطيع (الخرفان) ذاك.. لم يكن إلا مجرد مجموعة ٍ من شبابنا المغرر به.. فضلوا جهلا ً اطلاق شعر رؤوسهم بطريقة لولبية ٍ غريبة مقرفة.. ما هي إلا كشعر (الخرفان) لا غيره.. وهي موضة اطلق عليها اسم (الكدش) وهي في اللغة العربية بمعنى (الخدش).. والخدش بمعنى التمزيق.. وإن المتأمل بحق ٍ في أشكال هاؤلاء العـُـصبة من الشباب يرى جليا ً الخدش الحقيقي في عقولهم.. والمسّ الكهربائي في شعورهم.لو أضيف لكلمة (الكدش) ياء ٌ قبل الشين لصح ّ الوصف حقيقة لذاك المنظر الذي رأيته وشبه لي بأني رأيت مجموعة من (الخرفان).. ولحسن نيتي (الطيبة الطريفة) ذهبت لتسويغ المبررات لهم.. فقلت بأنه من الممكن أنهم قد سمعوا بأن للطيور أزمة مساكن ففضلوا مساعدتهم بإقامة أعشاش مجانيةٍ على رؤسهم.. وما ذاك بمكلف البته ؟؟ فقط أطلق العنان لشعر رأسك وأترك كل من هب ودب من أطفال الحارة وقططها (القطاوه) باللعب في شعرك فحتما ستضمن لك تسريحة (كدش).. ولا أحلى.أو ربما كان لهم مشروع تجاري بذلك.. كـتربية شعورهم وكدشها كدشا مبرحاً .. حتى تساوي في خشونتها ممسحة الصحون الخشنة ( الليفة).. فيباع بعدها على شركات تصنيع (الليف). مما يؤمن ربحا ً دوريا ً كل ستة أشهر، وعند البعض الأخر كل سنة وكلن بحسب هرموناته الكدشية..إنا شبابنا الحالى ليهزءُ بنا وبنفسه.. بتقليد أعمى جاهلٍ للغرب.. وليته كان تقليدا ً مماثلا..وإنما تقليد أردى وأكثر عمى ً . لقد ضرب شبابنا الحالي أروع الأمثلة في تطبيق أو تحقيق ما حدث عنه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حين قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).لقد تبع شبابنا بطرائقهم واهتماماتهم سفهاء الناس من الأولين والآخرين.. وجرفهم الجهل في ظلماته حتى انعدمت عندهم احاسيس الحكمة والبصيرة لـ يكون التشبة او مماثلة الحيوانات (الخرفان طبعا).. شيئا يفتخر به وجمالا ً يــُـتباها به.إن الناظر المتأمل في حال هاؤلاء الشباب الغافلين المغرر بهم.. ليرى جليا ً أنهم بحاجة إلى تغذيةٍ عقلية وبرنامج لــ إزالة العوق التفكيري.. الذي جعلهم يتخذون من أنفسهم اضحوكة المارة.. بل أضحوكة العالم أجمع.. العالم الغربي يسعى حثيثا بأن يحتوي عقول الشباب الناضجة المفكرة ويعكف على تربيتها وتطويرها بما يعود عليهم بمزيد من التقدم والإزدهار. ونحن ها هنا بشبابنا هذا .. وكزيادة حمل ٍ على عقولهم الصدئة.. زرعوا حملا آخر على رؤسهم من أعشاش (كدشيه) باشكال مخيفة ٍ مقرفة دليل التخلف والرجعية.. والاهتمامات التي لا تعود علينا إلا بمزيد ٍ من السخرية والتأكيد بأننا عالم رجعي.. ترتيبنا في الصفوف الدنيا لا أكثر..أخي (الكدش).. او إن شئت أضف الياء قبل الشين .. لكي تحس بحقارة ومرراة ما اتخذته موضة ً لك.. إن بقي لك شي من الاحساس.. تخلص من الآفات والشوائب والخرائب من على رأسك وأضمن له الراحة والأمن والأمان من جيوش القمل والقشره وما يسمى عند الأقدمين بالــ (الصيبان) .. فذلك ما يعانيه قطيع الخرفان..أخي العزيز (الكدش) تأكد بأنك الشاب الأذكى والأجدر بأن يكون له المظهراللائق والمكانة الإجتماعية المحترمة.. لأنك تحمل على صدرك وساما اسمه (الاسلام).. هذا الدين الذي تقلده اخوانك الشباب من قبل .. من الصحابة والتابعين.. وفتحوا به الأمصار ووصلوا إلى الآفاق بعلمهم وعملهم.نعم تستطيع أن تكون الأفضل.. وفي الحقيقة انت الأفضل.. ولكن اعكس صورة الأفضلية على محياك وعلى مظهرك.. أن تكون ذو خلق ومكانة.. خير ٌ من أن تكون أضحوكة ومرتعا ً للإهانة والمهانة.(انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى * وربطنا على قلوبهم) سورة الكهف..ترى هل كانت اهتماماتم كاهتماماتك.. ايها الــ (الكدش)..!!؟سأترك لك التأمل والإجابة.. فأنت من يحدد ماهيته وشخصه.. دمت سعيدا أيها الـ (الكدش).


Hasanews.com
08-09-2009
width='450'/>

0 التعليقات: