اقتربـَــت أكثر.. وكنت منشغلا بقراءة صفحات ٍ من كتاب مفيد محاولا استغلال وقت انتظاري لحين إضاءة ٍ خضراء من اشارة المرور،، نافذتي مفتوحة قليلا رغبة في استنشاق بعض الهواء.. ففاجاءتني بإطلالتها السوداء فلم يبدو أنها كانت ترغب في أن يظهر منها أي شيء فتوشحت بسواد العباءة،، ولم أكن لأجزم حينها أ كان ذلك حياء وسترا ؟ أم محاولة لإخفاء سر ما؟ مدت يدها مترجية تطلب شيئا من المال وعلى مـُحيا طلعتها شيء من الإنكسار والضعف؟ سألتها لا فضولا ً بل شفقة لمعرفة مالذي أوصلها لهذا الحال. أجابت وعلى الفور: ماعندنا ناكل! ماعندنا ندفع الإيجار! ماعندنا ندفع الفواتير !؟ فأردفتُ قائلا: بس هذا مايخليكم تذلون نفسكم بهذا الشكل، في مراكز اجتماعية، ضمان اجتماعي ،، شوفي عندك أخ؟ أجابت: اي نعم. !! ليش؟ قــُـلت لها: هذا رقمي أعطيه اياهـ يكلمني وان شاء الله ماراح توقفي هالوقفه أبدا. أخذت البطاقة من يدي وأظن أن علامات الإمتعاض كانت على محياها بعد أن كانت علامات ممزوجة بشيء من الضعف والهوان وقلة الحيلة. أبتعدت شيئا فشيئا عن نافذتي وأنا ألوح لها وأردد : خليه يكلمني بأسرع وقت. كانت تقلب في الكرت الذي أعطيتها إياهـ وكأنها تريد التأكد أي عملة مالية هذهـ؟ وقبل أن امضى مرددا: خليه يكلمني بأسرع وقت. رمقـتني بنظرات بائسة ٍ من خلف السواد وقالت: ما أظمن لك. وولت هاربه ترى كم من ضعاف النفوس نراهم كل يوم في طريق ذهابنا وعودتنا مستترين خلف السواد وربما لأنه يعكس صورة قلوبهم ونواياهم،، يستغلون رقة القلوب وطيبتها وانصياعها لتوجيه المولى عز وجل: (وأما السائل فلا تنهر ) الآية والمشكلة الأخرى والتي تشجع على ذلك أن المحسنون كثر –ولله الحمد- والكثير منهم لا يأبهون لمن يعطون وماهي نواياهم متعللين بقوله صلى الله عليه وسلم : (على قدر نياتكم ترزقون) الحديث. فهلا تعمقنا قليلا في فهم الأمور والتوجيهات وأعدنا صياغة قراراتـنا التي قد تشجع غيرنا على استغلالنا فنكون وبكل أسف تحت شعار: الغافلون المستغفـَـلون.
همسة:
لن يكون هناك مجال أبدا لضعاف النفوس من التواجد هنا وهناك إن كان هناك دور حقيقي وفعلي لمراكز انشأت لغرض التصدي لهذه الظاهرة، فكان دورها كدور الضرير الحامل لشعار لاضرر ولاضرار.
نقطة:
الصدقة عنوان للخير ووسيلة لسد باب الفقر والحاجة عند أولي الحاجة، وتحقيق لمعنى (يشد بعضه بعضا)، ولن يكون ذلك إلا بدفعها لمستحقيها، فهل بحثنا عن مستحقيها؟
همسة:
لن يكون هناك مجال أبدا لضعاف النفوس من التواجد هنا وهناك إن كان هناك دور حقيقي وفعلي لمراكز انشأت لغرض التصدي لهذه الظاهرة، فكان دورها كدور الضرير الحامل لشعار لاضرر ولاضرار.
نقطة:
الصدقة عنوان للخير ووسيلة لسد باب الفقر والحاجة عند أولي الحاجة، وتحقيق لمعنى (يشد بعضه بعضا)، ولن يكون ذلك إلا بدفعها لمستحقيها، فهل بحثنا عن مستحقيها؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق