
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العمل التطوعي، وما انتشارهـ إلا دليل على بداية زيادة الوعي عند كثير ٍ من شرائح المجتمع وبخاصة الشباب في ضرورة المشاركة والمساهمة في دفع عجلة التنمية والتطوير الإجتماعي من خلال تقديم المساعدة والعون في شتى المجالات، وأيضا المشاركة في البرامج التوعوية المختلفة لزيادة نسبة الوعي لدى أفراد المجتمع بما يخدم الصالح العام وينعكس على المجتمع بالأفضلية والخير.
هذا الإنتشار لظاهرة العمل التطوعي سرى كالنسيم البارد في كل مكان، في الجامعة، في المدرسة، في المؤسسات والشركات، وفي الشارع أيضا، والبيت وما أدراك ما البيت! وماتعبيري الأخير هذا بمقدمة لخبر سيئ أو خطير، وإنما هو استهلال أو بوابة لبدء حديثي عن السبب الحقيقي لكاتبة هذا المقال.
نعم انتشرت ثقافة العمل التطوعي في كل مكان وبدأت الأعداد الكبيرة من الراغبين في المشاركة في النشاطات والبرامج التطوعية تتدفق بالعشرات إن لم يكن بالمئات. وهناك عدد آخر يــُـقدر بالآلاف يقبع في (البيوت) مكبلا !! يرغب وبشدة مارغبه الآخرون من التحاق بالعمل التطوعي ولكن حكم القوي على الضعيف حال بينهم وبين ذلك.
أنهن فتيات مؤمنات يكمن في قلوبهم الخير الكثير، ولكن هذا الخير قد كــُــبل بأغلال رفض أهلهن لهن للخروج والمشاركة في هذا العمل الخيري. ولماذا !؟ لا أعتقد أني امتلك الإجابة على هذا التساؤل، والوحيد القادر على ذلك هو (الأهل الرافضون) ! وحري ٌ بهم أن يقدموا لنا سببا وجيهاً مقنعا ً لمنع فتياتهن من المشاركة في هذا العمل الخيري الذي قد يكون سببا في توفيقهن وصلاحهن بل وصلاح الأسرة كافة.
أشتكى من ذلك الكثيرات، وعبرت أحداهن بأن السبب الوحيد في نظر الأهل يكمن في اهتمام واحد لهم وهو: ماهو المردود؟ أو بصيغة أخرى: وايش بيعطونك؟
هذا التساؤل يوضح قلة وعي وضعف ثقافة بعض أرباب الأسر في معنى ومفهوم العمل التطوعي؛ ذلك إن كان يــُــقصد بالسؤال المردود المادي. فمعنى العمل التطوعي أو مفهومه هو عمل خيري غير مهني ولا ربحي يقصد به وجه الله تعالى لتنمية وتنشيط الوضع الإجتماعي. وجوابا على تساؤل: ايش بيعطونك؟ أقول أن العمل إذا قصد به وجه الله فلا أظن حياء ً من الحسن السؤال عن كمية العطاء أو الأجر!! فالمعطي هو رب العزة والجلال وعطاءهـ لا محدود ولا مردود. إنه عطاء من نوع آخر؛ فإما بركة في العـُــمر وتوفيق وصلاح، أو دفعٌ بلاء، أو مستقبل باهر ٌ مشرق، أو أبناء صالحون، أو تحقيق للأحلام ورفعة في الدنيا وزيادة بنون، ويكفيك من ذلك أن كثيرا ً من الناس سترفع أكف الضراعة إلى الله دعاء لك حين تخفف عنهم، أو تسد حاجتهم او تزرع على وجوههم ابتسامة دائمة. ويكفيك أيضا من ذلك الشعور بالسعادة والرضى الدائمين يحسه ويعرفه كل من ساهم وشارك في الأعمال التطوعية الخيرية وهو في اعتقادي أفضل وأكبر مردود على الإطلاق.
إن كثيرا من اخواتنا الفتيات حبيسي أسوار بيوتهن، يقتــُـلهن احتباس طاقتهن وأفكارهن وحبهن للخير، فهن ّ يمتلكن من الأفكار والنشاط والحيوية والخير ماقد يــُجدد دماء العمل التطوعي النسائي ويرتقي به إلى مصاف الأعمال الخيرية التي قد تغير مجتمعنا إلى الأفضل. وبالنظر إلى عدد المتطوعات بالنسبة إلى عدد النساء في المنطقة نرى جليا ً نسبة ضعيفة جدا تتراوح مابين 3 -5 % .
إننا بحاجة وبلاشك التركيز على زيادة وعي وثقافة الأسر فيما يختص بالعمل التطوعي لتغيير الصوة البراقماتية (النفعية) البحتة للعمل التطوعي عند بعض أرباب الأسر إلى الصورة الروحانية التي تنطلق من منطلق حب الخير لنيل أجر الدنيا والآخرة. ولذلك ينبغي علينا نحن الناشطون (كلنا) في المجتمع البحث عن برامج ونشاطات توعوية عدة تحقق هذا الهدف وتضمن لنا مشاركة أكبر عدد من أخواتنا الفاضلات لدعم مسيرة العمل التطوعي النسائي في المجتمع، وأيضا ً لضمان سلامة أخواتـنا قبل أن يقتلهن احتباس طاقتهن وأفكارهن وغيرتهن برؤية مثيلاتهن من أخواتهن في الخارج يشاركن وينعمن بالكثير من الخير والبركات.
حقيقه:
كان عاقا ً بوالدية، وأتته الفرصة يوما ما فشارك في فريق للأعمال التطوعية، وبعد مدة من التواصل والمشاركة في كثير ٍ من الأعمال التطوعية الخيرية، جاء يحمل هدية في يده، جثا على ركبتيه وقبـّــل رأس أمه وأهداها الهدية، واحتضنها باكيا ً معتذرا عن تقصيره وعقوقه واعدا ً إياها بأن يكون خير بار بوالديه.
همسه لأرباب البيوت:
ميادين العمل التطوعي أثبتت بالفعل وبنسبة كبيرة أنها تساعد في تقويم وترميم المبادئ والقيم التربوية في الإنسان ليكون أفضل فكراً وسلوكاً، ليفتح آفاقا كبيرة من التطور والتقدم نحو الأفضلية والمثالية.
عادل سلطان
Oct. 25, 2010
هذا الإنتشار لظاهرة العمل التطوعي سرى كالنسيم البارد في كل مكان، في الجامعة، في المدرسة، في المؤسسات والشركات، وفي الشارع أيضا، والبيت وما أدراك ما البيت! وماتعبيري الأخير هذا بمقدمة لخبر سيئ أو خطير، وإنما هو استهلال أو بوابة لبدء حديثي عن السبب الحقيقي لكاتبة هذا المقال.
نعم انتشرت ثقافة العمل التطوعي في كل مكان وبدأت الأعداد الكبيرة من الراغبين في المشاركة في النشاطات والبرامج التطوعية تتدفق بالعشرات إن لم يكن بالمئات. وهناك عدد آخر يــُـقدر بالآلاف يقبع في (البيوت) مكبلا !! يرغب وبشدة مارغبه الآخرون من التحاق بالعمل التطوعي ولكن حكم القوي على الضعيف حال بينهم وبين ذلك.
أنهن فتيات مؤمنات يكمن في قلوبهم الخير الكثير، ولكن هذا الخير قد كــُــبل بأغلال رفض أهلهن لهن للخروج والمشاركة في هذا العمل الخيري. ولماذا !؟ لا أعتقد أني امتلك الإجابة على هذا التساؤل، والوحيد القادر على ذلك هو (الأهل الرافضون) ! وحري ٌ بهم أن يقدموا لنا سببا وجيهاً مقنعا ً لمنع فتياتهن من المشاركة في هذا العمل الخيري الذي قد يكون سببا في توفيقهن وصلاحهن بل وصلاح الأسرة كافة.
أشتكى من ذلك الكثيرات، وعبرت أحداهن بأن السبب الوحيد في نظر الأهل يكمن في اهتمام واحد لهم وهو: ماهو المردود؟ أو بصيغة أخرى: وايش بيعطونك؟
هذا التساؤل يوضح قلة وعي وضعف ثقافة بعض أرباب الأسر في معنى ومفهوم العمل التطوعي؛ ذلك إن كان يــُــقصد بالسؤال المردود المادي. فمعنى العمل التطوعي أو مفهومه هو عمل خيري غير مهني ولا ربحي يقصد به وجه الله تعالى لتنمية وتنشيط الوضع الإجتماعي. وجوابا على تساؤل: ايش بيعطونك؟ أقول أن العمل إذا قصد به وجه الله فلا أظن حياء ً من الحسن السؤال عن كمية العطاء أو الأجر!! فالمعطي هو رب العزة والجلال وعطاءهـ لا محدود ولا مردود. إنه عطاء من نوع آخر؛ فإما بركة في العـُــمر وتوفيق وصلاح، أو دفعٌ بلاء، أو مستقبل باهر ٌ مشرق، أو أبناء صالحون، أو تحقيق للأحلام ورفعة في الدنيا وزيادة بنون، ويكفيك من ذلك أن كثيرا ً من الناس سترفع أكف الضراعة إلى الله دعاء لك حين تخفف عنهم، أو تسد حاجتهم او تزرع على وجوههم ابتسامة دائمة. ويكفيك أيضا من ذلك الشعور بالسعادة والرضى الدائمين يحسه ويعرفه كل من ساهم وشارك في الأعمال التطوعية الخيرية وهو في اعتقادي أفضل وأكبر مردود على الإطلاق.
إن كثيرا من اخواتنا الفتيات حبيسي أسوار بيوتهن، يقتــُـلهن احتباس طاقتهن وأفكارهن وحبهن للخير، فهن ّ يمتلكن من الأفكار والنشاط والحيوية والخير ماقد يــُجدد دماء العمل التطوعي النسائي ويرتقي به إلى مصاف الأعمال الخيرية التي قد تغير مجتمعنا إلى الأفضل. وبالنظر إلى عدد المتطوعات بالنسبة إلى عدد النساء في المنطقة نرى جليا ً نسبة ضعيفة جدا تتراوح مابين 3 -5 % .
إننا بحاجة وبلاشك التركيز على زيادة وعي وثقافة الأسر فيما يختص بالعمل التطوعي لتغيير الصوة البراقماتية (النفعية) البحتة للعمل التطوعي عند بعض أرباب الأسر إلى الصورة الروحانية التي تنطلق من منطلق حب الخير لنيل أجر الدنيا والآخرة. ولذلك ينبغي علينا نحن الناشطون (كلنا) في المجتمع البحث عن برامج ونشاطات توعوية عدة تحقق هذا الهدف وتضمن لنا مشاركة أكبر عدد من أخواتنا الفاضلات لدعم مسيرة العمل التطوعي النسائي في المجتمع، وأيضا ً لضمان سلامة أخواتـنا قبل أن يقتلهن احتباس طاقتهن وأفكارهن وغيرتهن برؤية مثيلاتهن من أخواتهن في الخارج يشاركن وينعمن بالكثير من الخير والبركات.
حقيقه:
كان عاقا ً بوالدية، وأتته الفرصة يوما ما فشارك في فريق للأعمال التطوعية، وبعد مدة من التواصل والمشاركة في كثير ٍ من الأعمال التطوعية الخيرية، جاء يحمل هدية في يده، جثا على ركبتيه وقبـّــل رأس أمه وأهداها الهدية، واحتضنها باكيا ً معتذرا عن تقصيره وعقوقه واعدا ً إياها بأن يكون خير بار بوالديه.
همسه لأرباب البيوت:
ميادين العمل التطوعي أثبتت بالفعل وبنسبة كبيرة أنها تساعد في تقويم وترميم المبادئ والقيم التربوية في الإنسان ليكون أفضل فكراً وسلوكاً، ليفتح آفاقا كبيرة من التطور والتقدم نحو الأفضلية والمثالية.
عادل سلطان
Oct. 25, 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق